61 مليار دولار تكلفة التخلص السريع من الفحم في ألمانيا

حذرت ثلاثة اتحادات أعمال في ألمانيا، من أن التحرك السريع في قضية التخلص من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم البني قد يكلف المرافق الألمانية ما يصل إلى 54 مليار يورو (61 مليار دولار) حتى عام 2030.

وبحسب “الألمانية”، جاء في بيان مشترك أمس، صادر عن “غرف الصناعة والتجارة الألمانية” و”اتحاد الصناعات الألمانية” و”اتحاد أرباب الأعمال الألمان”، أن التخلص السريع سيكلف ما بين 14 إلى 54 مليار يورو.
وأوضحت الاتحادات أن التكلفة التقديرية، المستندة إلى بحث أعدته شركة الاستشارات “أورورا إنرجي”، ستكون ناتجة عن ارتفاع أسعار الكهرباء، وهو الأمر الذي سيؤثر بدوره في الشركات والمستهلكين. وشكلت حكومة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لجنة للفحم تعنى بتحديد التوقيت المناسب للتخلي عن الفحم بهدف تحقيق أهداف طموحة تتعلق بالمناخ بحلول عام 2030.
وتسعى ألمانيا أيضا إلى التخلص من الطاقة النووية بحلول عام 2022.

وكان رئيس حكومة إحدى الولايات الألمانية قال بعد اجتماع مع المستشارة أنجيلا ميركل أخيرا، إن الحكومة الاتحادية ستقدم مساعدات مالية للولايات التي تنتج الفحم بهدف مساعدتها على مواجهة تداعيات قرار وقف استخدام الفحم كوقود في ألمانيا.
وقال “راينر هاسيلوف” رئيس وزراء ولاية “ساكسونيا أنهالت” في شرقي ألمانيا بعد اجتماعه مع ميركل إن “وزير المالية وعدنا بمساعدات مالية طويلة المدى”.

يذكر أنه تقرر تشكيل لجنة خاصة للفحم، وعليها وضع الإرشادات اللازمة لتنفيذ قرار وقف استخدام الفحم في اجتماعها المقبل يوم 25 كانون الثاني (يناير) الحالي.
وإذا لم تتمكن اللجنة من الوصول إلى اتفاق عملي بشأن هذه القضية، سيعود حكام الولايات الألمانية إلى الاجتماع مع ميركل يوم 31 من الشهر الجاري.

وتحتاج ألمانيا إلى التخلي عن استخدام الفحم كمصدر للطاقة إذا أرادت الوفاء بالتزاماتها الدولية للحد من ظاهرة التغير المناخي. لكن التحول عن استخدام الفحم يمثل مشكلة بالنسبة للولايات التي تعتمد منذ وقت طويل على قطاع الفحم لتوفير الوظائف والدخل لخزانتها.
وتعرض الحكومة الاتحادية الألمانية حاليا 1.5 مليار يورو (1.7 مليار دولار) حتى عام 2021 للولايات المتضررة من قرار وقف استخدام الفحم، لكن رؤساء حكومات الولايات الأربع الأشد تضررا من القرار وهي “براندينبورج” و”شمال الراين ويستفاليا” و”ساكسونيا” و”ساكسونيا أنهالت” يرون أن هذا المبلغ غير كاف. يذكر أن هناك عشرات الآلاف من الوظائف في هذه الولايات ترتبط بصناعة تعدين الفحم سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وما زالت ألمانيا تحصل على أكثر من ثلث طاقتها من الفحم.