خلف مرور عاصفة إيبرهاد على ولاية شمال الراين ويستفاليا خسائر مادية كبيرة وتسبب في تعطيل حركة القطارات في مناطق شاسعة من المانيا، ليجد المئات من المسافرين انفسهم عالقين بمحطات القطارات.
شركة القطارات الالمانية الدوتشبان حاولت السيطرة على المشكلة بتوزيع اوراق تحمل تكلفة سيارات الاجرة والفنادق وخصصت قطارات لمبيت المسافرين العالقين.
الملفت للنظر في هذه العاصفة حسب رائي هو المبادرات الفردية التي قام بها افراد الجالية السورية في المنطقة عبر مواقعهم الإلكترونية على الفايسبوك حيث قام العديد من الإخوة بنشر ندائات للإخوة المتضررين من العاصفة وتبعاتها، ودعوتهم للمبيت في منازلهم وبين عائلاتهم، عشرات الندائات عاينتها البارحة!!
من المبادرات التي عاينتها البارحة وخلفت أثرا طيبا في نفسي تواصل احد الإخوة معي على الخاص أثناء تغطيتي لتطورات الوضع جراء الإعصار، ليخبرني انه مستعد لنقل اي شخص عالق بمحطة القطار وايصاله لبيته وعلى حسابه الشخصي!!!
طبعا هذا الواجب وهذا ماتعلمناه في مجتماعتنا العربية الامازيغية والكوردية ة،وهو ليس بغريب على الشام وأهلها الطيبين الكرام واللذين أعتبرهم أهلي وإخواني.
السؤال اللي حيرني البارحة هو” هل نحن بحاجة لعواصف وإعصارات حتى نتوحد في الخير من أجل مصلحتنا أم أن الصديق عند الشدة؟”
أتمنى أن ناخد العبرة من هذه المواقف الشجاعة والنبيلة وناخدها حجر أساس لبناء مجتمع أو جاليات عربية موحدة بكل أطيافها فالإختلاف نعمه، وأن نبتعد عن إصطياد زلات بعضنا البعض، فالنقد شيء إيجابي لا إختلاف ولاكن إن لم تتحول فيه النصحية الى فضيحة، وطبعا إن غلف بالأسلوب الإيجابي فمابين كسر القلوب وكسبها شيئ رفيع إسمه الاسلوب. اتمنى كذالك أن نزرع هذه الخصال الطيبة في قلوب أبنائنا في المهجر فهم للأسف حرموا من العيش في مجتمعاتنا العربية والتي فيها الجار عم أو خال… أن نأخد العبرة من الألمان وندعم الفاشل حتى ينجح وأن نكون دائما لبعضنا البعض سندا ومعين, وأن يكون المهجر ورقة بيضاء نتكب فيها المستقبل ونتعلم من أغلاط الماضي.
أحييي كل الإخوة على مواقفهم النبيلة فقد منحتونا الأمل بغد أفضل جزاكم الله الف خير.
Leave a Reply