تقليص أموال دعم اللاجئين السوريين تثير خلافا كبيرا في ألمانيا

أثارت رغبة وزير المالية الألماني، أولف شولتز، تقليص ميزانية دعم اندماج اللاجئين في ألمانيا بمقدار 3.4 مليار يورو، أزمة كبيرة مع حكومات الولايات التي هددت بطلب عقد مفاوضات مع المستشارة أنجيلا ميركل نفسها حال أصر الوزير على موقفه.

ووفق صحيفة “فرانكفورتر” الألمانية، يريد شولتز خفض الميزانية الاتحادية لدعم جهود الولايات والبلديات في تحقيق اندماج اللاجئين من 4.7 مليار يورو سنويا في الوقت الحالي إلى 1.3 مليار يورو.

وأضافت أنه في المقابل تضغط حكومات الولايات الـ16 على الحكومة الاتحادية من أجل زيادة الموازنة المقترحة للعام المقبل فيما يتعلق بملف دعم اندماج اللاجئين.

وأوضحت أن ممثلي الولايات والبلديات صوتوا، خلال اجتماع الخميس في برلين، ضد خطط شولتز، وطالبوا الحكومة الفيدرالية بوضع استراتيجية واضحة لاندماج اللاجئين بتمويل قوي.

وحسب الصحيفة، لم تقدم الولايات رقما واضحا لميزانية اندماج اللاجئين التي يريدون من الحكومة الاتحادية تبنيها وإقرارها في موازنة العام المقبل.

لكن مصادر حضرت الاجتماع قالت للصحيفة: “إن دعما ثابتا من الحكومة للولايات في هذا الملف يبلغ 2.4 مليار يورو، سيكون كافيا”.

وقال توباس هانس، رئيس وزراء ولاية سارلاند، جنوبي البلاد في تصريحات نقلتها الصحيفة “لا نتوقع أن نتلقى العام المقبل الميزانية الحالية نفسها، فيما يتعلق بدعم اندماج اللاجئين.. لكن عرض وزير المالية يجب أن يخضع للتفاوض”.

بدوره، قال بيتر تشينتشر، عمدة مدينة هامبورغ، وسط البلاد، إن حكومات الولايات ترغب في التوصل لحل وسط مع شولتز حول ميزانية دعم اندماج اللاجئين، مضيفا “إذا لم نصل لحل معه، ستطلب حكومات الولايات عقد اجتماع مع ميركل للتفاوض معها”.

ويعيش في ألمانيا بالوقت الحالي 1.1 مليون شخص يحملون إقامة “لاجيء”، بينهم 845 ألف شخص منحدرين من سوريا والعراق، حسب بيانات رسمية.

ودخلت الغالبية العظمى من هؤلاء اللاجئين ألمانيا، خلال أزمة اللاجئين التي ضربت الاتحاد الأوروبي عام 2015.

وأدت هذه الأزمة إلى دخول نحو مليون شخص معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان إلى الأراضي الألمانية.

وفي 14 مارس/آذار، خصص مؤتمر الدول المانحة الثالث المنعقد في بروكسل 7 مليارات دولار دعما للاجئين السوريين الذين بقوا في الشرق الأوسط.

وخلال المؤتمر، تعهد وزير التنمية الألماني جيرد مولر بتخصيص 1.44 مليار يورو لدعم النازحين واللاجئين السوريين داخل الأراضي السورية وفي دول الجوار بحلول 2022، مضيفا أن الحكومة الألمانية تواصل التزامها حيال السوريين.

ووفق وزارة الخارجية الألمانية، فإن المساعدات الألمانية ستستخدم في إطار الدعم الإنساني للنازحين واللاجئين في سوريا ودول الجوار.

Advertisements

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*