ألمانيا و«مجموعة فيسيغراد» تخص المغرب بمشروع تنموي

بعد وصول آلاف المغاربة إلى ألمانيا بين جحافل اللاجئين والمهاجرين على خلفية الربيع العربي ومع عودة ظاهرة الهجرة السرية إلى الانتشار بين الشباب المغربي منذ شهر يونيو الماضي؛ بدأت مجموعة من الدول الأوروبية، سواء من داخل الاتحاد الأوروبي أو في إطار مجموعات صغيرة، في التنسيق فيما بينها من أجل توجيه مخططات وبرامج تنموية إلى المغرب، بهدف جعل الشباب المغاربة يستقرون في المملكة بدل الهجرة إلى أوروبا.

إذ انتهت يوم أول أمس  الخميس القمة الأوروبية المصغرة التي جمعت بين ألمانيا ومجموعة فيسيغراد (بولونيا والتشيك وسلوفاكيا والمجر) بالاتفاق حول تخصيص برنامج تنموي للمغرب للمساهمة في وقف الهجرة السرية الآتية من شمال إفريقيا، بشكل عام، والمغرب على وجه الخصوص.

في هذا الصدد، أكدت أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، بعد نهاية القمة بالعاصمة السلوفاكية براتيسلافا، قائلة: “يجب أن نواجه أسباب الهجرة واختيار المنفى. ولهذا في المستقبل سنركز على هذا المشروع مع المغرب”. وتابعت “نريد أن نبعث رسالة مفادها أننا نتعاون عندما يتعلق الأمر بمحاربة جذور الهجرة السرية”، ملمحة في نفس الوقت إلى أن ألمانيا ودول فيسيغراد تريد أن تسير على منوال الاتحاد الأوروبي الذي لديه نشاطات من هذا النوع في المغرب، في إشارة إلى الدعم المالي والمشاريع الأوروبية في المغرب والتي تساهم في تنمية المملكة. وشددت ميركل على أن السبب الرئيس وراء هذا البرنامج التنموي الموجه للمغرب هو أن هذا الأخير “بلد وصل منه الكثير من اللاجئين، وعليه نريد أن يكون لمجهوداتنا تأثير على أرض الواقع”.

غير أنه لا أنجيلا ميركل ولا رئيس الوزراء السلوفاكي، بيتر بيليجريني، قدما المزيد من التفاصيل حول هذا المشروع التنموي الموجه للمغرب، باستثناء إشارة بيتر بيليجريني إلى أنه من المُخَطَطِ إنشاء صندوق نقدي وبنية إدارية بالتنسيق مع المغرب، معبرا عن أمله في تحقيق ذلك في المستقبل القريب. فيما عادت ميركل لتؤكد أن الاتفاق الأخير خير دليل على أن كلا من ألمانيا ومجموعة فيسيغراد تريدان توثيق التعاون في مجال الهجرة. لهذا “نحتاج إلى هجرة قانونية وحماية الحدود، وعليه من الضروري الحفاظ على علاقات جيدة مع الجيران، والذين من بينهم المغرب”، تخلص ميركل.

قضية وصول الآلاف من المهاجرين من المغرب وشمال إفريقيا، تثير الكثير من الجدل، إلى درجة أن الملك محمد السادس أجرى  سنة 2016 اتصالين هاتفيين  مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، للتباحث في مجموعة من القضايا، من بينها أزمة المهاجرين المغاربة في ألمانيا. علما أنه مباشرة بعد المكالمة الثانية بين الملك وميركل، في شتنبر 2016، زار محمد حصاد، وزير الداخلية المعفى، ألمانيا في 12 أكتوبر من نفس السنة، بهدف تسريع تدابير وإجراءات ترحيل 12 ألف مهاجر غير شرعي مغربي بألمانيا، حوالي 10 آلاف منهم وصلوا إلى التراب الألماني في أقل من سنة، في موجهة تدفق اللاجئين السوريين على هذا البلد الأوربي، حسب الصحافة الألمانية.

Advertisements

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*