جيلسنكيرشن 24.02.2025
في تحول سياسي ملفت، أصبحت مدينة جيلسنكيرشن معقلًا جديدًا لليمين المتطرف في ألمانيا، حيث تصدرت حزب “البديل من أجل ألمانيا” (AfD) نتائج الانتخابات الفيدرالية في هذه المدينة الواقعة في قلب منطقة الرور. بحصوله على 24.7٪ من أصوات الناخبين، متجاوزًا الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) بفارق ضئيل، يعكس هذا التقدم الكبير تحولًا سياسيًا يستحق الدراسة.
جيلسنكيرشن: أفقر مدينة في ألمانيا
لطالما كانت جيلسنكيرشن من أكثر المدن تأثرًا بالأزمات الاقتصادية في ألمانيا، حيث تعاني من معدلات بطالة مرتفعة وتراجع في الفرص الاقتصادية. وفقًا للإحصائيات الرسمية، بلغ معدل البطالة في ألمانيا 6.4٪ حتى يناير 2025، مع وجود حوالي 2.993 مليون شخص عاطل عن العمل. في ولاية شمال الراين-وستفاليا، التي تقع فيها جيلسنكيرشن، بلغ معدل البطالة 8.4٪، مما يجعلها واحدة من أكثر المناطق تضررًا اقتصاديًا. هذه الأرقام تعكس البيئة الخصبة لصعود الأحزاب الشعبوية التي تستغل مشاعر الإحباط وعدم الرضا بين السكان. الوعود بإعادة الهيبة الاقتصادية وتقليل الهجرة كانت محور دعاية حزب “البديل من أجل ألمانيا”، وهو ما يبدو أنه وجد صدىً لدى الناخبين.
الهجرة كعامل رئيسي؟
مع وصول أعداد كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا منذ عام 2015، برزت قضايا الهوية والثقافة والأمن كمواضيع ساخنة في الخطاب السياسي، خاصة في مدن مثل جيلسنكيرشن التي تستضيف عددًا كبيرًا من المهاجرين. يرى بعض المحللين أن استياء بعض السكان من السياسات الحكومية المتعلقة بالهجرة قد ساهم في تعزيز مكانة الأحزاب اليمينية المتطرفة، خاصة مع انتشار روايات تربط بين المشاكل الاقتصادية واللاجئين.
اتجاه وطني مقلق؟
ما حدث في جيلسنكيرشن ليس استثناءً، بل جزء من ظاهرة أوسع في ألمانيا. فقد شهدت العديد من المناطق الأخرى، مثل كايزرسلاوترن ودوسلدورف، صعودًا مشابهًا لليمين المتطرف، ما يثير تساؤلات حول مستقبل المشهد السياسي في البلاد. على الرغم من أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” لم ينجح في الفوز بأي مقعد مباشر في ولاية شمال الراين-وستفاليا، إلا أن تقدمه يشير إلى تغير في المزاج العام لدى جزء من الناخبين.
ما القادم؟
في ظل هذه التطورات، يبدو أن الأحزاب التقليدية تحتاج إلى إعادة تقييم سياساتها واستراتيجياتها، سواء في المجال الاقتصادي أو في معالجة قضايا الهجرة والاندماج. يبقى السؤال الأكبر: هل سيستمر هذا الاتجاه التصاعدي لليمين المتطرف في المستقبل، أم أنه مجرد رد فعل مؤقت على أزمات اقتصادية وسياسية؟ الأيام القادمة ستكشف الإجابة.