سياسة “الخلية إس”.. كيف خطط اليمين الألماني لقلب نظام الحكم؟

لم تنته قصة “الخلية إس” اليمينية المتطرفة التي اعتقل 12 من عناصرها الأساسيين في ألمانيا، أمس الجمعة.

ولا تزال فصول القضية تتكشف، بداية من خطط استهداف الخلية لسياسيين ومسلمين على نطاق واسع، إلى رغبتها في إشعال حرب أهلية تنتهي بتقويض النظام الديمقراطي في البلاد. 

وبعد يوم من اعتقال عناصر الخلية، أصدرت محكمة العدل الفيدرالية الألمانية، السبت، قراراً بسجن 6 احتياطياً بعد تحقيقات طويلة، فيما لا تزال التحقيقات جارية مع 6 آخرين.

ووفق ما نقلته “دير شبيجل” الألمانية ذائعة الصيت، فإن المشتبه به الرئيسي فيرنر اس و5 آخرين تم وضعهم قيد الحبس الاحتياطي بقرار من المحكمة.

وتابعت المصادر أن “الشرطة (الألمانية) عثرت على أسلحة خلال عمليات القبض على المشتبه بهم، الجمعة”.

وأضافت المصادر، بحسب الصحيفة الألمانية، أن “الخلية خططت لشن هجمات وعمليات اغتيال تستهدف سياسيين ومسلمين، بهدف إحداث حالة من الفوضى تقود إلى تقويض الدولة والنظام السياسي والاجتماعي بشكله الحالي، وتأسيس نظام نازي جديد”.

وكان محققون في شرطة مدينة شتوتغارت “شمالي ألمانيا” يراقبون الخلية منذ تأسيسها في سبتمبر/أيلول الماضي، وخصصت نحو 35 محققاً للقيام بتحريات وتحقيقات حول نشاطها خلال الأشهر الماضية.

ووفق التحريات، فإن قائد المجموعة “فيرنر إس”، الذي سميت الخلية على اسمه، كان يعيش في مدينة أوغسبورغ في ولاية بافاريا، جنوبي ألمانيا، ويدير الخلية من منزل صغير عبر قنوات اتصال إلكترونية مع باقي أعضائها.

ويوم السبت الماضي، عقدت المجموعة أول اجتماع بكامل أعضائها في مدينة ميندين شمال الراين ويستفاليا غربي البلاد، لكن الشرطة كانت تراقب الاجتماع عن كثب.

ونقلت “دير شبيجل” عن توماس ستروبل وزير الداخلية في ولاية بادن فورتمبيرغ: “اعتقال هذه الخلية حال دون وقوع أخطر الهجمات”.

والجمعة، قال الادعاء الألماني العام في بيان “أوقفت الشرطة ١٢ ألمانياً ينتمون لخلية يمينية متطرفة لاتهامهم بالتخطيط لاعتداءات ضد سياسيين وطالبي لجوء ومسلمين”.

وتابع البيان أن “الخلية التي تم انشاؤها في سبتمبر/أيلول الماضي، كانت تهدف لهز نظام الدولة والمجتمع في ألمانيا”.

ووفق صحيفة “بيلد” الألمانية (خاصة)، فإن اعتقال هؤلاء الأشخاص جاء بعد حملة مداهمات شنتها الشرطة اليوم في 6 ولايات هي: بادن ـ فورتمبرغ “جنوب غرب”، راينلاند ـ بفالتس “جنوب غرب”، ساكسونيا السفلى “جنوب شرق” ولاية شمال الراين ـ ويستفاليا “غرب”، ساكسن ـ انهالت “شمال” وولاية بافاريا “جنوب”.

وتشمل تنظيمات اليمين المتطرف في ألمانيا: النازيين الجدد، وحركة مواطني الرايخ، وحركة بغيدا المعادية للإسلام، والدم والشرف والمعركة ١٨ (الذراع المسلحة لتنظيم الدم والشرف)، وجميع هذه التنظيمات معادية للمهاجرين وترفض الدستور، والنظام الألماني بشكله الحالي لا يعترف إلا بالإمبراطورية الألمانية التي أسسها أدولف هتلر، وانهارت بنهاية الحرب العالمية الثانية.

وبصفة عامة، يبلغ عدد المنتمين لكل تنظيمات اليمين المتطرف في ألمانيا مجتمعة ٢٥ ألف شخص، وفق تقديرات وزارة الداخلية الألمانية.

Advertisements

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*