هجوم القطار.. سجل منفذ عملية الطعن الذي أفزع ألمانيا

جريمة مروعة هي الأعنف منذ مدة طويلة في ألمانيا، ارتكبها فلسطيني يدعى إبراهيم. أ، وأحداثها وملابساتها لا تزال معقدة بقدر كبير.

في تمام الساعة 2:55 مساءً الأربعاء، اندلع الذعر في قطار RE 70 الإقليمي بين كيل وهامبورغ شمالي ألمانيا، وبات معلوما أن الجاني إبراهيم. أ (33 عاما) يهاجم الركاب ويطعنهم بجنون.

موجة الطعن أدت إلى مقتل شابين (17 و19 عاما على الترتيب) وإصابة 7 آخرين، بعضهم في حالة خطيرة، وفقط تدخل شجاع لعدد قليل من الركاب أوقف الموجة وأنقذ عدد آخر غير معلوم من مصير القتلى والمصابين.

وعصر اليوم الخميس، وبالتحديد في تمام الثالثة عصرا، مثل إبراهيم.أ أمام القاضي في ولاية شليسفيغ هولشتاين “شمال”، مرتديا بدلة بيضاء، إذ صادرت الشرطة ملابسه لغرض حفظ الأدلة.

وبعد ساعة واحدة فقط من التحقيق، أصدر القاضي مذكرة توقيف، بتهمتي قتل عمد وأربع تهم بمحاولة القتل، ما يعني أن الشاب سيمكث في السجن الاحتياطي على ذمة التحقيق.

السجل الجنائي لإبراهيم أ. (33) طويل؛ فالشاب البالغ من العمر 33 عامًا لم يطعن آخرين للمرة الأولى في القطار أمس، وكان في الحجز قبل وقت قصير من الجريمة، وأثار إطلاق سراحه تساؤلات ضخمة.

لماذا تم إطلاق سراح شخص خطير من الحجز؟ تساءلت وزيرة الداخلية نانسي فيسر (52 عاما) عندما زارت مسرح الجريمة، الخميس، وقالت “كيف يمكن تصور أن شخصا خطيرا لا يزال في البلاد (ولم يتم ترحيله)، وكيف يمكن تصور أنه لم يكن في السجن رغم العديد من الجرائم السابقة، وكيف تم الإفراج عنه مبكرا؟ 

ففي يناير/كانون ثاني الماضي، دخل إبراهيم. أ في جدال مع شخص مشرد عندما كان يتم توزيع الطعام من قبل خدمة رعاية المشردين، وأخرج إبراهيم سكيناً وطعن الشخص الآخر بوحشية وألحق به جروحاً مختلفة في الرأس.

وبعد هذه الواقعة بيومين فقط، دخل إبراهيم مرة أخرى في صراع في مركز الاستشارات ضد المخدرات، وضرب رجلا في رأسه بسكين.

ونتيجة الواقعتين، قضت محكمة مقاطعة سانت جورج الألمانية على إبراهيم، في 18 أغسطس/آب 2022، بالسجن لمدة عام بتهمة التسبب في الأذى الجسدي الخطير.

و︎بينما كان لا يزال في السجن، تسبب إبراهيم في إصابة جسدية جديدة، حين هاجم سجينًا آخر في 15 يونيو/ حزيران ٢٠٢٢، أي قبل إدانته بشهرين، ثم حاول الاعتداء على ضابط بالسجن في سبتمبر/أيلول الماضي.

ورغم كل هذا، تم الإفراج عن الشاب الفلسطيني المنحدر من قطاع غزة في 19 يناير/كانون ثاني الجاري، أي قبل أيام قليلة من الهجوم بالسكين في القطار، إثر انتهاء فترة سجنه (كان مسجونا احتياطيا قبل الحكم عليه).

ووصل إبراهيم أ. (33 عامًا) إلى ألمانيا كلاجئ في عام 2014 وتقدم بطلب لجوء في مدينة دوسلدورف “غرب” في 22 يناير/ كانون الثاني 2015. حتى الآن، لم تتم الموافقة على طلبه بشكل نهائي. 

قضية إبراهيم أثارت ملفا آخر، كيف يمكن ألا ترحل ألمانيا شخصا تورط في جرائم جنائية أكثر من مرة، لكن لفيليب بروي (35 عامًا)، وهو محام متخصص في قانون الهجرة، أوضح أن “ترحيل الرجل إلى قطاع غزة يكاد يكون مستحيلًا”، لأن ألمانيا لا تعتبر القطاع آمنا، وهناك مخاوف على حياة المرحلين في حالة إعادتهم قسرا إلى القطاع، لذلك لم يكن من الممكن ترحيله.

Advertisements

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*