هل طلب السوريون من الحكام العرب التدخل لحل “القضية السورية”؟

منذ بداية الثورة السورية في عام 2011، شهدت البلاد مجازر وأحداثاً مروعة تنكر للإنسانية وتتعارض مع جميع القواعد والمعاهدات الدولية. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل طلب السوريون من الحكام العرب التدخل لحل “القضية السورية”؟ وهل يستحق بشار الأسد، الذي يتحمل مسؤولية هذه المجازر، العودة إلى المشهد العربي؟

رغم الدمار الواسع والأزمات الإنسانية الكارثية التي تعاني منها سوريا، لا يزال الأسد يتمسك بالسلطة ويتلقى الدعم من بعض الدول العربية والأجنبية. وهنا يطرح السؤال الأهم: هل توجد أية مبررات لعودة الأسد إلى الجامعة العربية والعفو عنه، بعد كل ما فعله من فظائع بحق شعبه؟

لقد قتل بشار الأسد ما يقارب المليونين من السوريين وشرد أكثر من 14 مليون، فهل يستحق هذا الرجل لقب “فخامة الرئيس”؟ وهل يمكن للشخص الذي باع سوريا لروسيا وإيران أن يحكمها بشكل فعلي؟ وهل يمكن تصور سوريا بعد الدمار الهائل الذي لحق بها كدولة ذات سيادة كاملة؟

وفي سياق مشابه، يظل الدور العربي في الأزمة السورية محط تساؤلات. فهل يمكن للدول العربية التي دعمت بأموالها الجماعات المتطرفة المسلحة داخل سوريا أن تقدم حلولاً مستدامة لأزمة سوريا؟ وهل يمكن للعرب، الذين لا يملكون القرار السياسي ولا العسكري على الأرض، أن يفرضوا حلولاً بينما السلطة الفعلية تقع في يدي روسيا وإيران؟

الأزمة السورية ليست مجرد معركة محلية بين الحكومة والمعارضة، بل هي أيضاً نتيجة لتدخلات القوى الإقليمية والدولية. في هذا السياق، يبقى الدور العربي غير واضح ومحط تحليل ونقد.

الرغبة العربية في إعادة سوريا إلى الجامعة العربية قد تكون محاولة للحفاظ على وحدة العرب وتعزيز قوتهم الجماعية، لكن هذه الخطوة يجب أن تكون مرتبطة بالحلول الحقيقية والدائمة للأزمة السورية. هذا يتضمن العدالة للضحايا والمعارضة السورية والمجتمع الدولي، وضمان عودة اللاجئين السوريين بأمان وكرامة إلى بلادهم، وبناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان والقانون الدولي.

في النهاية، من الضروري أن يعترف الحكام العرب بأن الحل في سوريا يجب أن يأتي من السوريين أنفسهم. فالسوريين هم الذين يعانون الألم والمعاناة، وهم الذين يجب أن يقرروا مصيرهم. ويجب على الدول العربية أن تدعم هذا الحل بدلاً من فرض رؤيتها الخاصة للمستقبل.

نبيل المسعودي

Advertisements

Be the first to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published.


*